جراحات تصنع الفرق

18-أغسطس-2025

1:40 مساءً

كيف يغيّر الدكتور يوسف عباس مروان حياة الناس من خلال رعاية حديثة للعظام والمفاصل

بقلم فريق بازار

غالبًا ما تمرّ رعاية جراحات العظام دون أن تلاحظ في النقاشات الصحية العامة. ولكن خلف كل شخص استطاع أن يمشي مجددًا بعد إصابة خطيرة، وكل طفل وُلد بتشوّه في الأطراف وكبر ليركض ويلعب، وكل فرد استعاد ثقته بنفسه من خلال تحسين في القامة أو المشية أو حتى الطول — هناك جرّاح عظام يعمل بصمت ودأب لتحقيق ذلك.

في الكويت، يُعد الدكتور يوسف عباس مروان من أبرز الأسماء في هذا المجال، وهو جرّاح عظام متخصص تركز ممارسته على استعادة الحركة، وتصحيح التشوّهات، وتحسين جودة الحياة. يشمل نطاق عمله الحفاظ على المفاصل، والتشوّهات الخلقية، وإطالة القامة لأغراض تجميلية، وإصابات الملاعب، والتعافي من الإصابات المعقّدة. يجمع عمل الدكتور يوسف بين الميكانيكا والابتكار، كما يجمع بين التعاطف والمثابرة.

يقول الدكتور يوسف إن جاذبية جراحة العظام تكمن في تركيزها الفريد: “نحن لا نتعامل عادة مع قضايا حياة أو موت. بل نساعد الناس على العودة إلى حياتهم — إلى العمل، إلى الرياضة، إلى ما يحبونه — بعد أن فقدوا تلك القدرة بسبب إصابة أو التهاب مفاصل أو تشوّه.”

وعلى عكس التخصصات الطبية الأخرى، تجمع جراحة العظام بين علم الأحياء والفيزياء. فهي تتطلب فهمًا للحركة والاحتكاك والحِمل والمحاذاة — ميكانيكا الجسم البشري. “نحن نفكر باستمرار بزوايا وتوزيع الوزن والقوى. إصلاح الركبة أو إطالة أحد الأطراف ليس مجرد تشريح — بل هو هندسة.”

وفي قلب تلك الهندسة يكمن أمر شديد الإنسانية: مساعدة شخص على المشي مجددًا، دون ألم أو إحراج.

من أبرز مجالات عمل الدكتور يوسف هو تصحيح تشوّهات الأطراف — معالجة الأطراف المعوّجة أو الملتوية أو غير المتساوية التي تؤثر على الوظيفة ونوعية الحياة. قد تكون هذه الحالات خلقية (منذ الولادة)، أو ما بعد الإصابة، أو نتيجة عدوى.

يقول: “عندما ترى شخصًا يعاني من الألم أو صعوبة الحركة بسبب تشوّه، ثم تقوم بتصحيحه — أنت تغيّر حياته حرفيًا. ينتقل من العرج أو إخفاء قدمه، إلى المشي بثقة. وهذا شعور مجزٍ للغاية.”

غالبًا ما يتابع هؤلاء المرضى لسنوات، خصوصًا الأطفال. “نصبح أكثر من مجرد أطباء — نصبح جزءًا من العائلة. نراهم يكبرون. يبدأ العلاج مبكرًا ويواكب نمو الطفل، من الجبائر البسيطة في الطفولة إلى العمليات الجراحية المعقدة في سن المراهقة. إنها رحلة، ليست مجرد عملية واحدة.”

أحد الجوانب المميزة الأخرى في ممارسته هو إطالة القامة التجميلية — زيادة الطول من خلال عمليات جراحية دقيقة. وعلى الرغم من أنها تُعتبر تجميلية أو اختيارية، فإن التقنيات المستخدمة هي نفسها التي طُوّرت لعلاج الفروقات الطولية الطبية بين الساقين.

يوضح: “هذه ليست مسألة غرور. العديد من المرضى الذين يلجؤون لهذا الإجراء يعانون من مشكلات ثقة بالنفس مرتبطة بعمق بطولهم. وإذا استطعنا أن نوفر لهم طريقًا آمنًا ومدروسًا للشعور بتحسّن تجاه أنفسهم، فلماذا لا؟”

ويحرص الدكتور يوسف على أن يدرك  كل مريض المخاطر، وفترة التعافي، والالتزام طويل الأمد المطلوب. “هذه العمليات صُمّمت أساسًا لحل مشكلات طبية. أما الآن، فبفضل التكنولوجيا المناسبة ووعي المرضى، يمكنها أيضًا تحسين الصحة النفسية وصورة الذات.”

كما يتصدر الدكتور يوسف مجال الحفاظ على مفصل الركبة — وهو مجال يكتسب أهمية متزايدة مع تزايد إصابات المفاصل لدى الشباب. “العديد من مرضاي تقل أعمارهم عن 60 عامًا. استبدال الركبة الكامل ليس مناسبًا لهم. إنه يحد من الحركة ويقصّر عمر المفصل.” بدلاً من ذلك، يركّز على إجراءات مثل زراعة الغضروف، وإعادة بناء الأربطة، وتصحيح المحاذاة العظمية. “الهدف هو الحفاظ على المفصل الطبيعي لأطول فترة ممكنة، باستخدام تقنيات تحمي وتُرمم بدلاً من أن تزيل وتستبدل.”

ومن أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا التي يواجهها الدكتور يوسف هو أن المشي أو التمارين القلبية الخفيفة كافية لصحة المفاصل. “المشي مفيد للقلب والرئتين — لكن المفاصل تحتاج إلى مقاومة. التمدد وتمارين القوة ضرورية لحماية المفاصل وبناء العضلات التي تدعمها.” ويؤكد أن ألم المفاصل لا يجب تجاهله، بغض النظر عن قِدم الإصابة. “الألم إشارة. أحيانًا يكون أمرًا بسيطًا. ولكن أحيانًا يشير إلى مشكلة أعمق. في كلتا الحالتين، لا تنتظر. وليس كل الحلول جراحية — أحيانًا يكفي العلاج الطبيعي أو تعديل بسيط في النشاط.”

وفي الكويت، يُعتبر السبب الأكثر شيوعًا لإصابات الملاعب هو كرة القدم. يقول الدكتور يوسف: “نرى كل شيء من التواءات الكاحل إلى تمزق الأربطة، وأضرار في الغضروف الهلالي، وحتى الكسور.” والوقاية؟ “إحماء وتبريد وتمدد مناسب، ومعدات وقائية. وقبل كل شيء، لا تتجاهل الألم.”

ينظر الدكتور يوسف إلى صحة العظام نظرة شمولية. فهو يوصي بنظام غذائي غني بالبروتين والكالسيوم، مع كميات وافرة من الفيتامينات D وK  وA  الضرورية لنمو العظام وإصلاحها. “الحليب، الزبادي، الخضروات الورقية، اللوز — هذه أطعمة قوية لعظامك.”

كما يريد من الناس أن يدركوا أن التدخين يشكل تهديدًا كبيرًا لصحة العظام. “إنه يقلل من كثافة العظام، ويبطئ الشفاء، ويزيد من مخاطر المضاعفات بعد الجراحة. ليس الأمر متعلقًا بالرئتين فقط — بل هو مسألة خطيرة للعظام والمفاصل أيضًا.”

وعندما طُلب منه مشاركة قصة بقيت معه، لم يتردد الدكتور يوسف. تذكّر فتاة كويتية عالجها عندما كانت في الثامنة من عمرها. “كان لديها ساق أقصر من الأخرى بستة سنتيمترات، وانحناء بعظمها بدرجة 12، وأربطة مفقودة في ركبتها. لم تكن قادرة على المشي أو اللعب كغيرها من الأطفال.” خلال ستة أشهر، أجرى سلسلة من العمليات لتصحيح التشوهات، وإعادة بناء ركبتها، وموازنة ساقيها. “اليوم، تمشي وتلعب وتعيش كأي طفلة أخرى. هذا النوع من التحوّل — هو السبب الذي يجعلنا نفعل ما نفعله.”

ويؤمن الدكتور يوسف بأن مستقبل جراحة العظام واعد ومليء بالإمكانيات. “التكنولوجيا تجعل كل شيء أسرع وأكثر أمانًا ودقة. لقد انتقلنا من الأجهزة الخارجية إلى الأجهزة الداخلية، ومن شهور من عدم الحركة إلى المشي في اليوم التالي. إنها ثورة — للجراحين وللمرضى.”

وإذا كان هناك رسالة واحدة يريد الدكتور يوسف إيصالها للقُراء، فهي: “لا تنتظروا.” سواء كان الأمر ألمًا، أو تشوّهًا مرئيًا، أو إصابة رياضية اعتدتم التعايش معها — ليس من الضروري أن تبقى الأمور على حالها. “جراحة العظام تتقدم. الحلول موجودة. كل ما يتطلبه الأمر هو الخطوة الأولى — وسنكمل الرحلة سويًا.”

المكتبة الإعلامية الحديثة

16-يوليو-2025

11:05 صباحًا

المساحة للتنفس

اقرأ المزيد

23-يونيو-2025

5:29 مساءً

الطبيب خلف الإنجاز الطبي

اقرأ المزيد

16-يونيو-2025

7:24 صباحًا

مشاركة متميزة للدكتورة عبير العلي في المؤتمر الدولي الأول للجمعية الكويتية لطب الأطفال

اقرأ المزيد
Prev
Next