علم الأمل

19-نوفمبر-2025

3:48 مساءً

علم الأمل

حوار مع د. واهيب ناصر – استشاري أمراض النساء والولادة وأطفال الأنابيب في مستشفى طيبة

الصحة المدرسية أولاً بقلم فريق بازار

بالنسبة للدكتور واهيب ناصر، الطب لم يكن موروثًا عائليًا… بل كان رسالة. منذ طفولته، كان معجبًا بالمكانة والاحترام الذي يحظى به الأطباء في المجتمع، ومع دعم والديه وتشجيعه لم يتردد في اختيار هذا الطريق. يقول:
“رغم أن عائلتي بعيدة تمامًا عن المجال الطبي، إلا أنني كبرت معجبًا باحترام الناس للأطباء، ووالداي كانا يؤمنان تمامًا بقدرتي على أن أصبح أحدهم.”

خلال دراسته للطب، بدأت ملامح رحلته تتشكل. انجذب لطب النساء والولادة لما يجمعه من مهارة طبية وجراحية، ولأنه يمنح الطبيب فرصة لمشاهدة بداية الحياة. يضيف:
“الشعور بالرضا كبير جدًا؛ فأنت تتابع حياة تبدأ أمامك.”
ومع الوقت، بدأ شغفه يتجه نحو تقنيات الإنجاب المساعد وأطفال الأنابيب، نظرًا لتحدياتها العلمية وأثرها الإنساني الكبير.

بعد حصوله على البورد الأردني، تابع الدكتور واهيب تدريبه المتقدم في المملكة المتحدة، حيث حصل على عضوية الكلية الملكية البريطانية MRCOG، وعمل هناك لأكثر من ثلاث سنوات. يتحدث عن تلك المرحلة قائلًا:
“هذه الفترة صقلت مهاراتي السريرية والعلمية، خصوصًا في مجال الإخصاب المساعد، وتعلمت من نخبة من أفضل الخبراء في العالم.”
ومن أبرز من أثّر في مسيرته الدكتور الراحل زيد الكيلاني، صاحب أول عملية أطفال أنابيب في الشرق الأوسط.

عاد إلى الأردن عام 2006 لينضم إلى الخدمات الطبية الملكية، إحدى أهم المراكز الطبية المتقدمة في المنطقة، وهناك اكتسب خبرة كبيرة في التعامل مع الحالات المعقدة، مع مزيج من الدقة العلمية والإنسانية.
“طب الخصوبة هو نقطة التقاء بين العلم والتعاطف والصبر. العلم يوجه قراراتنا، لكن التعاطف يربطنا بالمريض، خصوصًا الأزواج الذين يخوضون رحلة طويلة مع الأمل.”

يرى الدكتور واهيب أن الصدق والوضوح هما أساس الثقة.
“عند فشل أي دورة علاجية، أذكر نفسي بأن دوري لا يقتصر على التشخيص، بل على إعادة الثقة وتجديد الأمل.”

ويتابع بإعجاب عن تطور هذا المجال:
“التطور سريع جدًا، سواء في الأدوية أو في بروتوكولات التنشيط أو في تقنيات المختبر. أطفال الأنابيب كانت من أوائل المجالات التي دمجت الذكاء الاصطناعي في العمل اليومي، واليوم هناك حضّانات ذكية تعتمد على AI لمتابعة نمو الأجنة واختيار الأفضل بينها.”

ورغم هذا التقدم، إلا أن بعض المفاهيم الخاطئة ما زالت موجودة:
“هناك من يقلق من تأثير أطفال الأنابيب على صحة الطفل أو خصوبة الأم. لكن الدراسات العلمية أثبتت أن الإجراء آمن وفعّال عندما يتم تحت إشراف متخصصين. نشر الوعي يبدل القلق بالطمأنينة.”

ويقدم نصيحته للنساء بشكل عام:
“لا تؤجلي الفحوصات أو التفكير في الإنجاب لفترات طويلة دون تقييم. نمط الحياة له دور كبير: السمنة، التدخين، التوتر، وسوء التغذية كلها عوامل قد تؤثر على الخصوبة، خاصة مع وجود تكيس المبايض.”

ويرى أن بعض التحديات ثقافية أكثر من كونها طبية:
“هناك نساء لا يرغبن بذكر التشخيص حتى في الأوراق الرسمية بسبب نظرة المجتمع، ونحن نحترم ذلك ونضمن الخصوصية التامة.”

أما ما يدفعه للاستمرار، فهو الجانب الإنساني قبل أي شيء:
“أكثر لحظة مؤثرة هي عندما يرى الزوجان طفلهما لأول مرة. النجاح هنا ليس رقمًا… بل إحساسًا.”

ويروي قصة أثّرت فيه كثيرًا:
“رجل في الأربعين قضى 20 سنة معتقدًا أنه غير قادر على الإنجاب. بعد الفحوصات وجدنا عددًا قليلاً من الحيوانات المنوية الصالحة، فقمنا بإجراء أطفال الأنابيب، ورُزق بتوأم. كانت لحظة لا تُنسى.”

ومع نظرته للمستقبل، يختصر رسالته بكلمات بسيطة لكنها قوية:
لا تفقد الأمل. الحالة النفسية جزء من العلاجوالأمل أقوى دواء.”

المكتبة الإعلامية الحديثة

06-أكتوبر-2025

3:40 مساءً

توصيات د. غانم الغانم لأطفال أكثر عافية

اقرأ المزيد

18-أغسطس-2025

1:40 مساءً

جراحات تصنع الفرق

اقرأ المزيد

16-يوليو-2025

11:05 صباحًا

المساحة للتنفس

اقرأ المزيد
Prev
Next